کد مطلب:241331 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:293

عمارة الجسم مثل عمارة الأرض الطیبة أهمیة الاعتدال فی الطعام
الاعتدال فی الطعام فی أحادیث النبی صلی الله علیه و آله و سلم و أهل بیته علیه السلام:

قال صلی الله علیه و آله و سلم: كل و أنت تشتهی، و امسك و أنت تشتهی.

قال صلی الله علیه و آله و سلم: «أصل كل داء البرودة (التخمة)، كل و أنت تشتهی، و امسك و أنت تشتهی».

قال رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم: «الأكل علی الشبع یورث البرص».

قال رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم: «ما ملأ آدمی وعاء شرا من بطن».

قال أمیرالمؤمنین علیه السلام: «الشبع یورث الأشر (البطر) و یفسد الورع».

قال الامام علی علیه السلام: «من كانت همته ما یدخل بطنه كانت قیمته ما یخرج منه».

و قال علیه السلام: «ادمان الشبع یورث أصناف الوجع».

و قال علیه السلام: «ایاك والبطنة، فمن لزمها كثرت أسقامه، و فسدت أحلامه».

و قال علیه السلام: «ایاك وادمان الشبع، فانه یهیج الأسقام، و یثیر العلل».

و قال علیه السلام: «ایاكم والبطنة، فانها مقساة للقلب. مكسلة عن الصلاة، مفسدة للجسد».

و قال علیه السلام: «بئس قرین الورع الشبع».

و قال علیه السلام: «من زاد شبعه كظته البطنة، و من كظته البطنة حجبته عن الفطنة».

و قال علیه السلام: «نعم عون المعاصی الشبع».

و قال علیه السلام: «لا یجتمع الشبع والقیام بالمفترض».

و قال علیه السلام: «لا یجتمع الجوع والمرض».

و قال علیه السلام: «لا یجتمع الصحة والنهم».

و قال علیه السلام: «لا تجتمع الفطنة والبطنة».

و قال علیه السلام: «لا صحة مع النهم».

عن الصادق علیه السلام قال: «ان البطن اذا شبع طغی».

عن عمر بن ابراهیم قال: سمعت أباالحسن علیه السلام یقول: «لو أن الناس قصدوا فی المطعم لاستقامت أبدانهم».

عن أبی عبدالله علیه السلام قال: «كل داء من التخمة ما خلا الحمی فانها ترد ورودا».

قال علیه السلام: ان الجسد بمنزلة الأرض الطیبة الخراب، ان



[ صفحه 66]



تعوهدت [1] بالعمارة والسقی من حیث لا تزداد من الماء فتغرق، و لا تنقص منه فتعطش، دامت عمارتها و كثر ریعها، وزكا زرعها [2] و ان



[ صفحه 67]



تغافلت عنها فسدت و نبت فیها العشب [3] والجسد بهذه المنزلة والتدبیر فی الأغذیة والأشربة، یصلح و یصح، و تزكوا العافیة فیه.

و قال علیه السلام: انظر ما یوافق معدتك، و یقوی علیه بدنك، و تستمرئه من الطعام [4] والشراب، فقدره لنفسك، و اجعله غذاك [5] .



[ صفحه 85]




[1] تعاهد الشي ء رعايته و محافظته و السؤال عنه و معرفته و ملاقاته والوصية به.

[2] أي نما.

[3] العشب: بالضم - الكلاء الرطب.

[4] مراءة الطعام: حسن عاقبته و عدم ترتب الضرر عليه.

[5] الانسان بين طرفي الافراط والتفريط:

نحن والطعام:

ليس هناك أدني شك في أن الجسم اذا أريد حفظ حياته، و استمرارها الي ما شاء الله، لابد من الغذاء ما يعتاض به عما يفقده في حركته، و يعيد به ما اندثر من جوهره، و انحل من مادته؛ صونا لشخصه من الفناء، و تكميلا لبنائه من النقص.

فالغذاء هو المادة التي يتناولها الحي، لتعوضه عما يفقده بسبب الأعمال الحيوية التي يقوم بها؛ و هو الذي يجدد المادة، و يولد باحتراقه الحرارة اللازمة للجسم، و يتكفل برجوع القوة اليه، و دوامها فيه.

و قد قيل: ان الانسان لا يعيش بدون هواء الا ثلاث دقائق.

و لا يعيش بدون ماء الا ثلاثة أيام.

و لا يعيش بدون طعام الا ثلاثة أسابيع.

و هو قول تقريبي، قد يتخلف في كثير من الناس، غير أنه من الواضح أن ضرورة الطعام للحياة، كضرورة الهواء والماء.

و مثله كمثل الوقود و الماء للآلة البخارية؛ فكما أنها لا تعمل بدونهما فلا تقوم الحياة الا بالطعام.

و هذا شأن كل كائن حي من انسان و غيره.

الفرق بين الانسان والحيوان:

غير أن الحيوان الأعجم انما يعيش ليأكل، و يطعمه صاحبه لينتفع به، و يستغل ثمرة حياته، و لا يقصد من بقائه أكثر من هذا.

أما الانسان ذلك المخلوق الكريم، الذي سخر الله له ما في الأرض جميعا، و جعل كل ما في الوجود طوع أمره؛ يستخدمه في بلوغ أغراضه، و يستعين به علي قضاء مآربه، فان حياته ثمينة، و مطالبه منها عالية، فهو انما يأكل ليعيش، و يجعل غذاءه وسيلة لبقاء حياته التي هي ظرف لأعماله النافعة، و وسيلة لقيامه بما خلق من أجله.

القصد في تناول الطعام:

و لئن كان الانسان مضطرا الي الطعام؛ فانه في شديد الحاجة الي القصد فيه، و الاكتفاء منه بما يقيم صلبه، و يمسك عليه رمقه، من غير افراط و لا تفريط؛ فان الغذاء و ان كان قوام الجسم، و به تجديد قواه - هو ايضا سبب من أسباب ضعفه و الحاح السقم عليه!

الاعتدال في الطعام والشراب:

لمحة غريزية نفسية:

الأصل في التغذية أنها لبناء الجسم، و اعاضة ما يندثر من أنسجته، و لتقديم القدرة التي تستنفد في الحفاظ علي حرارته، و في قيام أجهزته بأعمالها، و في تقويته علي القيام بأعماله اليومية و واجباته. أي ان هدف وغاية الميل الغريزي الي الطعام والشراب انما هو للحفاظ علي البقاء. و أما اللذة المصاحبة لارواء ذلك الميل - و كذلك طيب المذاق - فانما هي لتنبيه العصارات الهاضمة و أعمال الهضم الغريزية، و هي ككل لذة مصاحبة لارواء ميل أي أنها مشجعة للانسان علي القيام بالأعمال التي تروي ميوله و غرائزه. فليست اللذة غاية الأعمال الغريزية. و اذا أخطأ الانسان فجعلها غاية أسرف في تنبيه غرائزه و أفرط في استدعاء اللذة، و قد يجره ذلك الي الانحراف في طريق اروائها.

أعلن القرآن الكريم أن الوقوف عند التلذذ والتمتع انما هو من صفة الكافرين الجاحدين الذين جعلوا غايتهم الدنيا و ما فيها من متاع و ملاذ فقال سبحانه: (والذين كفروا يتمتعون و يأكلون كما تأكل الأنعام والنار مثوي لهم).

أنواع الاسراف:

يكون الاسراف في الطعام والشراب علي أنواع:

1- اسراف من جهة الكمية فاذا أضحي عادة للانسان فهو الشره.

2- اسراف في نوع من الأغذية و هذا الاسراف اما أن يتوافق مع تأمين حاجات البدن من الانواع الاخري الضرورية صحيا، و اما أن يكون علي حساب الحرمان من تلك الأنواع كأن يقتصر علي النشويات أو اللحوم.

3- اسراف بتبذير الأموال لتحصيل المستلذات من الأطعمة والاشربة. و ذلك منهي عنه بقوله تعالي: (و لا تجعل يدك مغلولة الي عنقك و لا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا) و بقوله سبحانه: (والذين اذا أنفقوا لم يسرفوا و لم يقتروا و كان بين ذلك قواما).

4- اسراف من جهة تلبية النفس باعطائها دائما ما تشتهي، فيقع في براثن العادات السيئة. و قد يجر ذلك الي الاسراف في الكمية او تبذير في صرف الاموال بتتبع المستلذات الغالية. و لهذا قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: «ان من الاسراف أن تأكل كل ما اشتهيت». قال المناوي في شرح هذا الحديث: (لأن النفس اذا اعتادت ذلك من صاحبها شرهت و ترقت من رتبة لأخري فلا يقدر بعد ذلك علي كفها فيقع في أعلي مراتب السرف المذموم).

فمن أخلاق المؤمن كبح جماح نفسه و وقايتها مما يقودها الي العادات الذميمة والاسراف القبيح، فيعطيها حينا من مشتهياتها المباحة، و يمنحها حينا لا تحريما للطيبات و لكن ترويضا للنفس للتمكن من زمامها و من مواجهة مختلف الظروف الصعبة التي يمكن أن يتعرض لها الانسان في حياته الدنيوية دون أن تتحكم فيه عادة أو هوي من الأهواء.

أسباب الشره:

يتصف النهم بأكل مقدار كبير من الأكل قبل حدوث الشبع، و قد يكون أساسه وظيفيا او عصبيا نفسيا، و قد يكون بسبب أمراض عضوية.

و تبدو مشكلة الشره بصورة مختلفة منها: أن يأكل الانسان أكثر مما يحتمل او أن يزدرد الأكل ازدرادا دون أن يحسن مضغه.

يكون الشره دائما و يعزي الي عوامل مزمنة، أو مؤقتا يظهر في مناسبات معينة دون أخري، و يعزي الي عوامل طارئة.

و علينا أن نذكر بهذه المناسبة أن الناس يقال عنهم: انهم يأكلون غالبا أكثر مما تحتاج اليه جسومهم، فتناول الطعام لا يحدث عادة لسد حاجة جسمية فحسب، و انما يحدث لأنه عادة معينة يريد أن يمارسها الفرد في أوقات معينة.

و اليكم أهم أسباب الشره:

1- حالات مرضية جسمية كالاصابة بالديدان المعوية، والداء السكري (ديابيت)، والقصور البانكرياسي المزمن، و ازدياد الدرق، و بعض الحالات الاستقلالية الأخري، والناسور المعدي المعوي، والحمل، والسل الرئوي وداء اديسون.

أما أسباب السهاف المرضية (أي كثرة العطش والشرب) فمنها الاسهال المزمن، والتعرق الشديد، والأقياء المعندة، و ازدياد ملح الدم والديابيت السكرية والديابيت التفهة. و قد يكون العطش شديدا بعد العمليات الجراحية اذا لم يؤمن الماء والملح بالزرق للاعاضة عن الضائع.

2- اضطراب حياة الفرد الانفعالية:

فكما يكون الشره ظاهرة للحرمان كذلك يمكن أن يكون ظاهرة للتدليل، فالشخص المدلل لا يمكنه عادة أن يضبط نفسه أمام رغبة من رغباته، بل يهي ء لنفسه فرص التلذذ الذاتي، و كأنه في ذلك يدلل نفسه.

و يكون الشره أحيانا مظهرا من مظاهر النزعات الاعتدائية، ففيه مجال العض والانقضاض والفتك. و كثير من الناس في حالات الغضب المكتوم يعبرون عن غضبهم هذا بالانكباب علي التدخين أو السكر او تناول الطعام او ما يشابه ذلك.

3- الهرب من الواقع الأليم والتفريج عن النفس:

يمكن أن يكون الشره دالا عل فقدان الشعور بالأمن والاطمئنان والسعادة و هو يظهر احيانا في حالات اليأس و فقدان حب الغير والشعور والاكتئاب المصحوب بالحاجة الحادة الي التفريج عن النفس عن طريق الأكل والشرب. و كثير من الناس يزداد وزنه بسبب الافراط في السكر والأكل والشرب والنوم بعد فقدان زوجاتهم أو أزواجهن، و قد يكون الأكل في هذه الحالات و في غيرها نوعا من النشاط اللذيذ يتلهي به الفرد عن مشكلاته الأخري.

و مثال آخر لهذه الحالة نهم الأطفال الخجولين و المصابين بخيبة الأمل بالأم او الأب.

4- ضيق الميول وسعة الفراغ:

يمكن أن يرجع الشره الي ضيق الميول وسعة الفراغ والملل، فيتسلي صاحب هذه الصفات بالطعام والشراب. و لذلك يكثر بعض الأطفال من الطعام كتسلية لتمضية الوقت.

5- التعلق باللذة:

ينظر بعض الناس الي عادة تناول وجبات الطعام علي أنها نوع من النشاط اللذيذ المقصود لذاته و لذا يصبح بعضهم شغوفا بالأكل ينظر اليه كنوع من الهواية التي يصرف فيها ماله و تفكيره و نشاطه.

لقد انشغلت طبقة من الناس في العالم المتطور الصناعي و قليل من الناس في البلاد المتخلفة في التفتيش عن مجالات اللذات. منهم من يغفل العواقب الوخيمة للاسراف حتي يقع فيها، و منهم من يسأل: كيف يمكن للانسان أن يتلذذ و يتمتع بمزيد من اللذة دون أن يتحمل عواقب ذلك؟! انه يريد مزيدا من الطعام المنوع دون أن تحدث البدانة و احتشاء القلب (جلطة القلب) و فرط التوتر.. الخ و امتلاء البطن والأرداف و ترسب الفضلات و أثرها السي ء عن النشاط الجسمي و الفكري انه يريد ايضا مزيدا من الجنس دون انجاب.

ان هذا البطر ناتج عن الغفلة عن الغاية التي من أجلها خلق الميل الي الطعام والشراب والغاية التي من أجلها خلق الانسان علي وجه هذه المعمورة و عن الميزة التي كرم الله بها الانسان و فضله علي كثير ممن خلق تفضيلا. ان هذا الانهماك في الملذات والشهوات ناتج عن الغفلة عن تلك الغاية و عن كثير من الواجبات تجاه الله العظيم و تجاه المجتمع. و هو انحطاط عن الانسانية ذات المثل العليا و عزائم الأمور الي مدارك الحيوانية البهيمية. و صدق الله العظيم: (والذين كفروا يتمتعون و يأكلون كما تأكل الأنعام والنار مثوي لهم). و لقد تقدم التفصيل في ايضاح ذلك في اللمحة الغريزية النفسية.

6- التقليد:

يغلب أن يقدم الناس علي تناول أنواع من الطعام والشراب تقليدا للآخرين و لارضاء أنفسهم بأنهم أصبحوا مثلهم. و قد تعمم شرب الويسكي في الأعوام الأخيرة نتيجة لاندفاع القطيع الانساني في التقليد.

ان الطفل يقلد أبويه و اخوته الكبار فان كانوا أكولين فقد ينشأ مثلهم أكولا.

مضار الشره والاسراف:

الشره خلق ذميم و عادة ضارة بصحة الانسان عاجلا او آجلا. واليكم أهم أضراره:

1- أضراره في جهاز الهضم:

ان الاكثار المفرط أو الزائد في تناول الطعام والشراب سبب من أسباب التخمة و عسر الهضم و احتقان الكبد و توسع المعدة.

اذا امتلأت المعدة بالطعام تمددت جدرانها و اشتدت حركاتها و قوة تقلصها، غير أنه اذا فاق ذلك توتر المعدة الطبيعي انقلبت الآية و خفت الحركات من جراء تمدد الجدر الشديد و مكث الطعام أمدا طويلا، و أصيب الشخص اذا استمر الحال بعسر الهضم.

والاسراف في الطعام يثير هجمة جديدة لأمراض المعدة والامعاء والكبد والمرارة.

2- أضراره في جهاز الدوران:

ان تناول كمية كبيرة من الطعام قد يؤدي الي نوبة جديدة من خناق الصدر (تشنج شرايين القلب الاكليلية) و خاصة اذا كانت الوجبة دسمة. و قد يؤدي الي زيادة فارتفاع التوتر الشرياني (الضغط) و خاصة عند المستعدين و عندما تكون نوعية الغذاء متنافية مع الحمية الموصوفة.

3- اثارته لأمراض التغذية:

ان الاسراف المستمر في تناول الطعام يزيد في امكانية الاصابة بأمراض التغذية، و خاصة عند من يحمل استعدادا بنيويا أو ارثيا، كالبدانة الغذائية والنقرس والداء السكري، كما أنه يزيد في شدة اصاباتها.

و من الثابت علميا أن زيادة التغذية عند الكهول من البشر مؤذية. و تزداد بين البدينين نسبة الاصابة بأمراض الدوران (القلب والاوعية) والديابيت (الداء السكري). و هذه الأمراض الاستحالية أكثر حدوثا و تبكيرا مما كانت عليه قبل قرن من الزمن، و خاصة في الولايات المتحدة الاميركية.

و من المفيد أن نذكر أن ما يزيد عن حاجة الجسم من ذات الوجبة الغذائية يتحمله الجسم اذا كان تكرر الشبع المفرط قليلا او نادرا. أما اذا تكرر ذلك ولو في وجبة واحدة يوميا، فانه يؤدي الي الآثار الضارة التي تختلف باختلاف مزاج و استعداد كل انسان.

و من الخطأ الشائع ما يدافع به بعضهم عن نفسه أمام طبيبه بأنه لا يأكل الا وجبة واحدة في اليوم هي طعام الغداء فقط، و مع ذلك فان البدانة او الاضطراب الحادث لديه لا يزالان. و عندما يدقق الطبيب و يسأله عن كمية طعامه يجيب بأنه من الطبيعي أن ينشرح في تلك الوجبة بصورة لا يتمكن معها من طعام المساء. و بما أنه يسهر ليلا او يكثر التدخين فانه لا يشتهي وجبة الصباح قبل مباشرته العمل اليومي. ولو أنه استمع الي النصائح الصحية لقسم طعامه اليومي الي وجبتين او ثلاث و أكل فيها باعتدال، و من ثم يشعر بالجوع في أوان الوجبات الرئيسية.

4- مضاره علي النفس والفكر:

ان كثرة الأكل والشرب يعقبها كسل في النفس و بلادة في الفكر و ميل الي النوم. و ان كثرة النوم خسارة و مضيعة لأوقات يمكن أن يتقرب فيها العبد الي الله بالتهجد والتعلم و أداء الواجبات والأعمال النافعة لذاته أو لأسرته أو لأمته.

قال لقمان عليه السلام: يا بني اذا امتلأت المعدة نامت الفكرة و خرست الحكمة و قعدت الاعضاء عن العبادة.

و قال بعض السلف: لا تأكلوا كثيرا فتشربوا كثيرا فترقدوا كثيرا فتخسروا كثيرا.

و من مضار الشره و فرط التغذية اشتداد شهوات المعاصي و خاصة الشهوة الجنسية. فاذا منعت التقوي صاحبها من الزني فلا يملك عينه فالعين تزني، فان ملك عينه بغض الطرف فلا يملك فكره فيتخطر له من الافكار الرديئة و حديث النفس بأسباب الشهوة و ما يتشوش به مناجاته، و ربما عرض له ذلك في أثناء الصلاة.

تسبيبه البلوغ الباكر عند اليفع:

تسبب التغذية الزائدة عند الاطفال واليفع ظاهرة أخري الي جانب زيادة الطول والوزن و هي النضوج الباكر الكيموي والحيوي، فان اعطاء أغذية بروتينية اضافية للطفل يؤدي لافراز خمائر هضمية في الجسم الانساني و كذلك يبكر سن البلوغ. و من الظواهر العجيبة في العصر الحاضر أن الانسان يريد أن يؤجل شيخوخته بينما هو يستعجل نضج أولاده.

6- مضاره الاقتصادية:

يزيد النهم من المصروف اليومي و من استهلاك الاغذية مؤديا الي ارتفاع أسعارها لكثرة الطلب. أما الاعتدال فانه يوفر المال علي الفرد والمجتمع مما يساعد علي صرف ما يتوفر منه بالاعتدال من تأمين الضروريات الاخري والتصدق علي الفقراء و تمويل المشروعات الاسلامية.

قال الغزالي في الاحياء في كتاب الصوم: من تعود قلة الأكل كفاه من المال اليسير، والذي تعود الشبع صار بطنه غريما ملازما له. و قال: التصديق بفضلات الطعام أولي من التخمة والشبع. و قال: يأكل أحدهم من غير ماله حتي اذا أخذته الكظة و نزلت به البطنة قال: «يا غلام ائتني بشي ء أهضم به طعامي».. يا لكع أطعامك تهضم؟ انما دينك تهضم! أين الفقير؟ أين الأرملة؟ اين المسكين؟ اين الأيتام الذين أمرك الله تعالي بهم؟!.

مضار الاسراف في نوع غذائي:

اذا لم يسرف في كمية الطعام فان الاسراف في نوع غذائي يكون علي حساب الحرمان او الاقلال من أنوع أخري.

و أشير هنا الي أن التغذية الصحيحة ليست أرقاما و أوزانا خاضعة للحساب الرياضي بل هي مرنة و قابلة للتبديل دون حدوث خلل عضوي نتيجة تبديل في الحمية، و ذلك لأن مدخرات البدن كثيرة غالبا، و يمكن أن يستعين الجسم بها أو يستعيض عنها احيانا و لفترة مديدة من الزمن نسبيا. فالضرر عند السليم يحدث من الاستمرار لزمن طويل في الاسراف في تناول مادة معينة من مواد الغذاء الرئيسية (السكريات، بروتينات، دسم) بنسبة تطغي كثيرا علي النسبة اللازمة من المواد الاخري. أما المريض فقد يتأذي من وجبة واحدة مؤلفة من طعام مخالف.

الوقاية من النهم و علاجه:

أوجه هذه الوصايا الي المسرفين ليعودوا الي حدود الاعتدال، و الي المعتدلين ليزدادوا تمسكا باعتدالهم.

1- تذكر فوائد الاعتدال و أضرار النهم لتزداد رغبتك في الاعتدال و تتحرك همتك اليه.

2- استشر طبيبك لتشخيص سبب النهم والاسراف عندك و تدارك الأمر بالعلاج الطبي ان كان مرض، و اتبع في كل حال ما يلي:

3- املأ فراغك اذا اتسع بتنمية ميول مثالية و بديعية لديك كالتطوع في العبادات و القيام بالمستحبات والاستماع الي المحاضرات و حضور حلقات العلم والذكر و هواية المطالعة والرياضة او الفروسية.. الخ و اختر من ذلك ما يلائم استعدادك و وجهتك و ما يعود بالنفع عليك و علي أمتك حسب امكانياتك.

4- لطف شهواتك و قو ارادتك و شخصيتك برغبة التقوي و التمسك بأركان الاسلام و تعاليمه. و ان الصيام ليساعدك علي تخفيف الشهوات و التمكن من قيادة النفس و الزامها حدود الاعتدال. فاذا كنت من أصحاب الفراغ فأكثر من الصيام تطوعا ان كانت صحتك تساعد علي ذلك.

5- حدد مقدار وجبة الطعام قبل الشروع فيه حتي لا تتناول المزيد بفعل العادة أو الغفلة. و عليك بالنهوض عنه لدي انتهاء حصتك او لدي الشعور ببوادر الشبع ولو دون المقدار المحدد.

6- تذكر الغاية من الغذاء والشراب، و أنك تأكل و تشرب لتعيش و أنك تحيا لله رب العالمين.

فابدأ طعامك و شرابك «باسم الله» الذي جعل الطعام والشراب ضروريين لاستمرار حياة الانسان، فهما وسيلة لا غاية، وسم الله الذي تتغذي من نعمه لتتذكر أمره بالاعتدال و قصده في الغايات. فلا نهم و لا بطر و لا خيلاء و لا رياء.

7- تناول شيئا من الماء في وسط طعامك و خاصة اذا كان من النواشف و ذلك قبل شعورك بالشبع فان ذلك من أسباب الوقاية من الاسراف في الطعام والشراب.

8- الوقاية من الاسراف في شرب الماء:

قسم ماء شربك الي أقسام ثلاثة تتنفس بينها مبعدا القدح عن فيك، و اشرب الماء ببطء كأنك تمصه مصا. و اذا كان الطقس حارا تناول كأس ماء قبل الطعام بربع ساعة أو نصف ساعة و كأسا آخر في وسطه لئلا تعطش بعده قبل هضمه فتسرف في الشرب و تعيق الهضم.

توصي الكتب الطبية المصابين بالوذمات بالاقلال من شرب الماء و تناول السوائل و تعلمهم لدفع الشعور بالعطش أن يقسموا ماء الشرب الي جرعات صغيرة فيأخذون قليلا من الماء كلما شعروا بالعطش و ذلك لأن بلل الفم و البلعوم يخفف من شدة الشعور بالعطش. فتناول الماء ببطء و علي جرعات يعطي الشعور بالري أكثر، لأن الري الحقيقي لا يحدث الا بعد امتصاص الماء. فاذا عب الانسان الماء بسرعة و تناول الكاسات العديدة لعدم شعوره بالري أدي به الأمر الي تمدد المعدة و اضطراب الماء البارد بكثرة الي السعال بتخريش الحنجرة والرغامي او الي التهاب القصبات.

9- التدرج في الاقلال لمعتاد الاسراف:

فيما عدا الحمية الطبية الصارمة لداع مرضي طاري ء، فان تقليل الطعام والرجوع الي حدود الاعتدال عند معتاد الاسراف يحتاج الي تدريج، و خاصة عند المصابين بالبدانة، و لذلك لتجنب الضعف الناتج عن نقص الغذاء كثيرا نسبة للوزن، و لتجنب النكس - أي العودة الي الاسراف - الناتج عن ملل صاحب الحمية و شعوره بالضعف.

و لقد أشار الي هذه الناحية الغزالي في كتابه (احياء علوم الدين) فقال: فمن اعتاد الأكل الكثير و انتقل دفعة واحدة الي القليل لم يحتمله مزاجه و ضعف و عظمت مشقته، فينبغي أن يتدرج اليه قليلا قليلا، و ذلك بأن ينقص قليلا قليلا من طعامه المعتاد، فان كان يأكل رغيفين مثلا و أراد ان يرد نفسه الي رغيف واحد فينقص كل يوم جزءا من 28 جزء او جزءا من ثلاثين جزء، أي ينقص كل اسبوع ربع رغيف.

و اذا دعت الحاجة الي الاسراع بالتدرج فليكن مل ء المعدة بطعام أقل تغذية كالخضار والفواكه.

سر بلادة الفهم التي تعتري بعضهم:

كثرة الطعام تستدعي كثرة ورود الدم الي المعدة والأمعاء؛ فيقل وروده الي الدماغ مقر القوي العقلية؛ فيضعف عمله!

بهذا يعلل ما يعتري الانسان من بلادة الفهم عقب الأكل، و قبلما يتم هضم الطعام؛ و ما يري منه من مضاء العقل في الصباح، و حين يتم هضم الطعام.

و ما أجمل ذلك المبدأ الغذائي الهام الذي كان العرب يعملون به:

«نحن قوم لا نأكل حتي نجوع و اذا أكلنا لا نشبع!!».

انه ليس هناك أخطر علي الانسان من ادخال الطعام علي الطعام، والافراط في تناوله استجابة لشهوة البطن! لهذه المضار العظيمة التي يسوق اليها الافراط في المطعم.

أترضي أن توصف بالشره؟

و طالما كانت شهرة الانسان بالشره داعية الي صغره في النفوس، و ازدراء العيون له، و جعله عرضة للتهكم والسخرية، حتي كان ذلك لكثير من الناس سبة لزمهم عارها، و لصق بهم شنارها.

التفريط في الغذاء والاقلال منه!

كذلك التفريط في الغذاء، والاقلال منه الي حد لا يكفي البدن، و لا يرد اليه مثل ما يفقد منه.

و ما أشبه الجسم بمورد ماء سائغ، اذا كثر وراده، و لم يجده الغيث، و لم تمده السماء بأمطارها حتي يكون ذا زيادة متصلة، و مادة غير منقطعة، نضب معينه، و جف ماؤه!

و كذلك شأن من يبدد من جسمه بالعمل والحركة، و لا تكون لا عناية بتعويض ما يفقده؛ اذ لا يلبث أن تنتهك قوته، و تنهار دعائم بنيته.

«فرب مخمصة شر من التخم».



و لا تغل في شي ء من الأمر و اقتصد

كلا طرفي قصد الأمور ذميم



فلا افراط و لا تفريط!

ولو أنك غرست شجرة في أصيص ليس به من الطين ما يكفي غذاءها، لوجدتها بعد قليل من الزمن قد فارقتها الخضرة، و أصابها الذبول بعد النضرة، فاصفرت أغصانها، و يبست أوراقها، و عريت من زينتها، و عطلت من حليتها؛ ذلك لأن الموارد الغذائية في تراب ذلك الاناء، غير كافية لسد حاجتها.

والحيوان مثل النبات، لابد له من أن يستوفي حظه من القوت، و يمد بما يكفيه منه، والا شحب لونه، و هزل بدنه، و وهت قوته، و عجز عن القيام بما يرجي منه.

أحمد الحالات:

فأحمد الحالات: أن يقصد المرء في غذائه، فلا يسرف فيه، و لا يقتر تقتيرا، بل يكون بين ذلك قواما.

الحصن الحصين:

و قد قرر الاطباء قديما و حديثا: أن الاعتدال في الغذاء هو الحصن الحصين لمصادمة الأمراض، والحرز الحريز لاتقائها. و اذا كان لأحدهما فضل علي الآخر، فالاقلال من الطعام خير من الاكثار منه!

فما أطال الشره عمرا و لا قصر بالأعمار بعض السغب!

حث الأطباء علي الاقلال منه:

و قد حث الاطباء والحكماء في كل زمان و مكان علي الاقلال منه، و كرهوا الافراط فيه.

و ليس غرضهم من ذلك أن يجحف الانسان بحق بدنه، فلا يمده بما يجب له؛ بل يريدون الامساك عن غاية الاكثار، والبقيا علي البدن عن اشتداد الرغبة.

أحسن ما يأخذ الانسان به نفسه:

و أحسن ما يأخذ الانسان به نفسه: أن يتعاهد بدنه من الطعام بما يصلحه في أوقاته، و ضروب حالاته، بما لا يخلي المعدة، و لا يكظها؛ فقد جعل الله لكل شي ء قدرا. والقصد في ذلك يجمع الي صحة البدن - ذكاء الذهن، والي صفو العيش - صلاح الدين والدنيا. فمن أحب هذه الحياة فهذه سبيلها!.. و من أحب الموت فلا أبعد الله غيره!

مبالغة في الاحتياط:

و لعناية الأطباء والحكماء والمصلحين بتدبير الجسم، و حرصهم علي تمتع المرء بصحته، و علمهم بما في طرفي الافراط والتفريط في الطعام من المضار التي تسوء مغبتها، بالغوا في الاحتياط لذلك: فقدر كثير منهم المقدار الذي ينبغي للمرء أن يسمح به لنفسه كل يوم.

و اختلفوا في تقدير ذلك، و في عدد المرات التي يتناول فيها الغذاء؛ مبالغة منهم في الحرص علي الاعتدال، حتي كان منهم من رأي الاكتفاء بالوجبة، و ان كان أكثرهم يسمح بتجاوزها!

علي أن قدر الغذاء و نوعه، و ما يفيد الجسم منه، قد يختلف في الناس باختلاف أجناسهم، و بيئاتهم، و أسنانهم.

كما يختلف - ايضا - باختلاف درجة النشوء فيهم، و تفاوت أجسامهم، و تغاير أعمالهم، و نحو ذلك ما يجعل المساواة بينهم في التغذية غير ميسورة!

و نحن نري في حياتنا اليومية أن العلاج الذي يصح به جسم فلان من الناس قد لا يصلح به جسم آخر!

و انك لتري الذين ينتابهم شظف العيش؛ فلا يحصلون الا علي كفافهم منه يوما فيوما من الصيد، أو من جني الثمار، تؤثر فيهم عوامل الجوع والشبع، فيغريهم القرم والنهم، و متي ظفروا بأكلة فانهم لا يزالون يلتهمونها حتي يأتوا علي آخرها، كما يفعل الاسكيمو اذا اصطادوا حوتا، فانهم يستمرون علي استراط لحمه أياما، حتي يصبح أثرا بعد عين!

أما من امتلأت عينه بالخيرات، و أسعده حسن الجد بزينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق، و عرف الغرض المقصود من الطعام، فانه يعتاد القناعة، و لا سيما اذا أخذ نفسه بها منذ نشأته، حرصا علي جودة صحته و عقله.



والنفس كالطفل ان تهمله شب علي

حب الرضاع و ان تفطمه ينفطم



و كذلك من عود نفسه أن يمدها بكل ما تشتهي، و يفعم بطنه بكل ما أراد لا يلبث أن تصبح الشراهة عادة له مذمومة!! «ان الطعام يقوي شهوة النهم!».

قلبك دليلك!

و لما كان لا يتيسر للسواد الأعظم من الناس، أن يحيطوا علما بالمقدار الذي يبدد كل يوم من أجسامهم، و ما يحتاج اليه كل منهم لتعويض ما يفقده من بدنه، قضت حكمة الباري الحكيم، أن أودعت كل قلب دليلا يرشد صاحبه الي مطلب جسده، و ليس هناك أصدق منه اعلاما باحتياج البدن و كفايته، و لا أسهل منه اتباعا.

و ذلك هو ميل النفس الي الطعام، و شدة رغبتها فيه، و صدق طلبها اياه، فله في استمراء الطعام أوفر حظ؛ لأنه دليل علي الموافقة والملاءمة!

فمتي أحس المرء من نفسه ميلا حقا الي الغذاء، فليقدم عليه.

و حذار بعد أن يقارب الشبع - أن يرهق معدته من أمرها عسرا! و أن يزيدها لقمة واحدة، و ان كانت في نظره سائغة!



فكم من لقمة منعت أخاها

بلذة ساعة أكلات دهر!!



والطبع يقود الانسان الي ما هو صالح له.

و قوانين الحياة صالحة كلها، لا يشقي من تتبعها، و لا يضل من يهتدي بها، والمرء يحيا بما يهضمه، لا بما يأكله، و من استعجل شيئا قبل أوانه عوقب بحرمانه!

العادة و أثرها:

و بعد.. فللعادة في ذلك أثر عظيم. ألا تري أن من اعتاد «الغداء»، فتركه و اقتصر علي «العشاء»، عظم ضرر ذلك عليه؛ و من اعتاد الوجبة، ثم زاد عليها لا يستمري ء طعامه؛ و من كانت عادته أن يجعل غذاءه في وقت من الأوقات، فنقله الي غير ذلك الوقت، أضر هذا به، و ان كان قد نقله الي وقت محمود، فالواجب في هذا أن يراعي العادة، اذا تقادمت فطال عليها العهد، و أن يتبع ما ألفه الجسم.

عندما يدعو الداعي الي الانتقال عما اعتاد:

و ان حدث ما يدعو الانسان الي الانتقال عما اعتاد، فأوفق الأمور له في ذلك، أن ينتقل قليلا قليلا، و أن يخرج عما ألفته نفسه رويدا؛ فشديد عادة منتزعة!!

تحديد المواعيد أمر مهم وعادة حميدة:

و لهذا يحسن بالمرء أن يأخذ نفسه منذ حداثة عهده بتنظيم مواعيد طعامه، و تحديد أوقاتها، حتي يعتاد جسمه طلب الغذاء في حينه و تلك مسؤولية الآباء والأمهات منذ الصغر.

فتلك عادة حميدة درج عليها عقلاء الناس، و عنيت بها الأمم الراقية.

فمن العادات المتبعة في البلاد المتمدنة، أن يأكل الانسان قليلا في أوقات معينة مرة أو مرتين أو ثلاث مرات، في اليوم، و هي عادة حسنة لابد لنا من السير عليها، و تطبيقها علي الاعمال التي نقوم بها.

و عند تعيين أوقات الطعام، و عدد مراته في اليوم، ينبغي ملاحظة الأعمال التي تعملها، و الأوقات التي نتمكن بها من أكل الطعام و هضمه.

فالذين يتولون الاعمال العقلية مثلا، والذين يؤدون أعمالهم جلوسا، قد يكتفون بالأكل مرة واحدة.

أما الذين يقومون بالأعمال البدنية العنيفة، فلا بد لهم أن يأكلوا مرتين علي الأقل.

الحافرون قبورهم بأسنانهم!!

هل أنت منهم!!

أتدري من هم؟

انهم الذين يفرطون في الغذاء. و ما دروا أن الاعتدال هو طريق السلامة..

و أن الأكل من الطيبات.. والابتعاد عن المحرمات هو أساس التربية الغذائية التي ربانا عليها الاسلام.

و أن الوقاية خير ألف مرة من العلاج.

ان الكثيرين يفوتون علي أنفسهم فرصة التمتع بالصحة والعافية باقبالهم علي الوجبات الدسمة.

و قد يقول قائل: ان الدهنيات وقود الجسم، و لا شك في قيمتها الغذائية، و أنها تتحول داخل الجسم الي حرارة، فتزوده بالقوة والحركة.

و لكننا نغالي كثيرا في ذلك فالألمان في الحرب أنقصت مقنناتهم الدهنية الي حوالي الثلث المعترف به؛ و لم يصبهم من جراء ذلك أي ضرر علي الرغم من أن طبيعة جوهم تختلف عن طبيعة جونا.

و صحيح أن المشي والعمل الجسماني يحرق بعض الكميات الزائدة عن الحاجة، و لكنه لا يخلص الجسم منها فيتراكم بعضها يوما بعد يوم.

ان كل من يفرط في الغذاء يحفر قبره بأسنانه؛ لهذا يجب أن نعتدل في تناول الطعام، و أن نحرص علي مزاولة الرياضة البدنية لنحمي أجسامنا من البدانة التي تحول بيننا و بين مواصلة الطريق.

لقد وضع رسولنا صلي الله عليه و آله و سلم أسس القواعد الصحية في كلمات، سوف نتصدي لها، و نقف عندها؛ فكيف لا ترغب في شي ء يجمع لك صحة البدن، و ذكاء الذهن، و صلاح الدين والدنيا، والقرب من عيش الملائكة؟!.